المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
4439 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا يحيى بن آدم ، ثنا يزيد بن عبد العزيز بن سياه ، عن أبيه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : أتيت أبا وائل وهو في مسجد حيه ، فاعتزلنا في ناحية المسجد ، فقلت : ألا تخبرني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي رضي الله عنه ، فيم فارقوه ، وفيم استجابوا له حين دعاهم ، وحين فارقوه ، فاستحل قتالهم ؟ قال : لما كنا بصفين استحر القتل في أهل الشام ....... فذكر قصة .

قال : فرجع علي رضي الله عنه إلى الكوفة ، وقال فيه الخوارج بما قالوا ، ونزلوا حروراء وهم بضعة عشر ألفا ، فأرسل علي رضي الله عنه إليهم ، يناشدهم الله تعالى : ارجعوا إلى خليفتكم ، فيم نقمتم عليه ؟ أفي قسمة أو قضاء ؟ قالوا : نخاف أن ندخل في فتنة ، قال : فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل ، فرجعوا ، فقالوا : يكون على ناحيتنا ، فإن قبل القضية قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشام بصفين ، وإن نقضها قاتلنا معه ، فساروا حتى قطعوا نهروان ، وافترق منهم فرقة يقتلون الناس ، فقال أصحابهم : ما على هذا فارقنا عليا ، فلما بلغ عليا رضي الله عنهم صنيعهم قام ، فقال : أتسيرون إلى عدوكم أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم ؟ قالوا : بل نرجع إليهم ، قال : فحدث علي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن طائفة تخرج من قبل المشرق عند اختلاف من الناس ، لا يرون جهادكم مع جهادهم شيئا ، ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئا ، ولا صيامكم مع صيامهم شيئا ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، علامتهم رجل عضده كثدي المرأة ، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق " .

فسار علي رضي الله عنه إليهم ، فاقتتلوه قتالا شديدا ، فجعلت خيل علي رضي الله عنه تقوم لهم ، فقال : يا أيها الناس ، إن كنتم إنما تقاتلونهم [ ص: 217 ] في ، فوالله ما عندي ما أخبركم به ، وإن كنتم إنما تقاتلون لله تعالى ، فلا يكونن هذا قتالكم ، فأقبلوا عليهم ، فقتلوهم كلهم ، فقال : ابتغوه ، فطلبوه فلم يوجد ، فركب علي رضي الله عنه دابته ، وانتهى إلى وهدة من الأرض ، فإذا قتلى ، بعضهم على بعض ، فاستخرج من تحتهم ، فجر برجله يراه الناس ، قال علي رضي الله عنه : لا أغزو العام ، فرجع إلى الكوفة ، فقتل .

واستخلف الناس الحسن بن علي رضي الله عنهما ، فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية رضي الله عنه ، وكتب بذلك الحسن إلى قيس بن سعد رضي الله عنهما ، فقام قيس بن سعد في أصحابه ، فقال : يا أيها الناس ، أتاكم أمران ، لا بد لكم من أحدهما : دخول في فتنة ، أو قتل مع غير إمام ، فقال الناس : ما هذا ؟ فقال : الحسن بن علي قد أعطى البيعة معاوية ، فرجع الناس ، فبايعوا معاوية رضي الله عنه ، ولم يكن لمعاوية هم إلا الذين بالنهروان ، فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه ، حتى بقي منهم ثلاثمائة ونيف ، وهم أصحاب النخيلة
.

قلت : هذا الإسناد صحيح .

4439 \ 2 - وقال أبو بكر : حدثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عبد العزيز بن سياه ، به .

4439 \ 3 - وقال أبو يعلى : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة به .

وأصل المرفوع في صحيح مسلم وغيره ، وإنما سقت هذا لأن فيه زيادات على الطرق التي خرجها أصحاب الكتب وأحمد أيضا .

[ ص: 218 ] [ ص: 219 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية