وأخبرنا
أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14793أحمد بن عبد الجبار ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، عن شيوخه، قال: فلما كان الغد من يوم
أحد، وذلك
يوم الأحد لست عشرة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لطلب العدو، وأذن مؤذنه أن لا يخرجن معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس، فكلمه
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، فأذن له فخرج معه، وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو، وليأتيهم أنه قد خرج في طلبهم، وليظنوا به قوة، وأن الذي أصابه لم يوهنهم عن عدوهم ".
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: حدثنا
عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت، عن
ابن السائب، مولى عائشة بنت عثمان، أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بني عبد الأشهل قال:
شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي، فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو، فقلت لأخي وقال لي: أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله ما لنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح [ ص: 315 ] ، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أيسر جرحا منه، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثا: الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة ".
وبإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16397عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أن معبدا الخزاعي، مر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بحمراء الأسد، وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة، صفقهم معه، لا يخفون عليه شيئا كان بها، فقال معبد - وهو يومئذ مشرك - : يا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، ولوددنا أن الله عز وجل عافاك فيهم، ثم خرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا بالرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقالوا: أصبنا حد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر له مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله [ ص: 316 ] قط، فقال: ويلك ما تقول، فقال: والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل، قال: فوالله لقد أجمعنا على الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم، قال: فإني أنهاك عن ذلك، فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا من شعر، فقال أبو سفيان: وماذا قلت؟ قال معبد: قلت:
كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
ثم ذكر سائر الأبيات في جيش المسلمين، قال: فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه، ومر ركب من عبد القيس، فقال أبو سفيان: أين تريدون؟ قالوا: المدينة، قال: ولم؟ قالوا: نريد الميرة، فقال: أما أنتم مبلغون عني محمدا صلى الله عليه وسلم رسالة أرسلكم بها إليه، وأحمل على إبلكم هذه زبيبا بعكاظ غدا إذا وافيتموها؟ قالوا: نعم، قال: فقال: فإذا جئتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم، فلما مر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء [ ص: 317 ] الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان وأمرهم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه: "حسبنا الله ونعم الوكيل" فأنزل الله عز وجل في أولئك الرهط وقولهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح إلى قوله: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني: هؤلاء النفر من عبد القيس، إلى قوله: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء لما صرف الله عنهم من لقاء عدوهم، واتبعوا رضوان الله في استجابتهم، إنما ذلكم الشيطان يعني: أبا سفيان وأصحابه، إلى آخر الآية.