صفحة جزء
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله الجوهري، وأبو عمرو محمد بن أحمد قالا: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي، عن إياس بن سلمة، عن أبيه (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن سلمة، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثنا أبي فذكر حديثا طويلا وذكر فيه رجوعهم من غزوة بني فزارة، قال: فلم نمكث إلا ثلاثا حتى خرجنا إلى خيبر وخرج عامر فجعل يقول:


تالله لولا الله ما اهتدينا


ولا تصدقنا ولا صلينا


ونحن من فضلك ما استغنينا


فأنزلن سكينة علينا


وثبت الأقدام إن لاقينا

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا القائل؟" فقالوا: عامر، فقال: "غفر لك ربك" قال: وما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أحدا به إلا استشهد، فقال عمر بن الخطاب وهو على جمل له: لولا متعتنا بعامر قال: فقدمنا خيبر فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول:


قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب

[ ص: 208 ] إذا الحروب أقبلت تلهب فبرز له عامر وهو يقول:


قد علمت خيبر أني عامر     شاكي السلاح بطل مغامر

قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب عامر يسفل له فرجع بسيفه على نفسه، فقطع أكحله، وكانت فيها نفسه.

قال سلمة: فخرجت فإذا أنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بطل عمل عامر، قتل نفسه، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "ما لك؟" فقلت: قالوا: إن عامرا بطل عمله، فقال: "من قال ذلك؟" فقلت: نفر من أصحابك، فقال: "كذب من قال ذلك، بل له من الأجر مرتين" قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي يدعوه وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" قال: فجئت به أقوده، قال: فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ فأعطاه الراية، قال: فبرز مرحب وهو يقول:


قد علمت خيبر أني مرحب     شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب [ ص: 209 ] قال فبرز له علي وهو يقول:


أنا الذي سمتني أمي حيدره     كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح.


رواه مسلم في الصحيح، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي عامر.

التالي السابق


الخدمات العلمية