فلم نمكث إلا ثلاثا حتى خرجنا إلى خيبر وخرج عامر فجعل يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن من فضلك ما استغنينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من هذا القائل؟" فقالوا: عامر، فقال: "غفر لك ربك" قال: وما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أحدا به إلا استشهد، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وهو على جمل له: لولا متعتنا بعامر قال: فقدمنا خيبر فخرج مرحب وهو يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
[ ص: 208 ] إذا الحروب أقبلت تلهب فبرز له عامر وهو يقول:
قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، فذهب عامر يسفل له فرجع بسيفه على نفسه، فقطع أكحله، وكانت فيها نفسه.
قال سلمة: فخرجت فإذا أنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بطل عمل عامر، قتل نفسه، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: "ما لك؟" فقلت: قالوا: إن عامرا بطل عمله، فقال: "من قال ذلك؟" فقلت: نفر من أصحابك، فقال: "كذب من قال ذلك، بل له من الأجر مرتين" قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي يدعوه وهو أرمد فقال: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" قال: فجئت به أقوده، قال: فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ فأعطاه الراية، قال: فبرز مرحب وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب [ ص: 209 ] قال فبرز له علي وهو يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح.