أخبرنا
أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا
الحسن بن الجهم، قال: حدثنا
الحسين بن الفرج، قال: حدثنا
الواقدي، عن شيوخه، قالوا: كان أبو
شييم المزني قد أسلم فحسن إسلامه يحدث يقول:
لما نفرنا إلى أهلها بحيفاء مع عيينة بن حصن، رجع بنا عيينة، فلما كان دون خيبر بمكان يقال له الحطام عرسنا من الليل، ففزعنا، فقال عيينة: أبشروا إني أرى الليلة في النوم أني أعطيت ذا الرقيبة - جبلا بخيبر - قد والله أخذت برقبة محمد.
قال: فلما قدمنا خيبر قدم عيينة فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر.
فقال عيينة: يا محمد، أعطني ما غنمت من حلفائي، فإني انصرفت عنك وعن قتالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت ولكن الصياح الذي سمعت أنفرك إلى أهلك" قال أجزني يا محمد، قال: "لك ذو الرقيبة" قال عيينة: ما ذو [ ص: 250 ] الرقيبة، قال: "الجبل الذي رأيت في النوم أنك أخذته" .
فانصرف عيينة.
فلما رجع إلى أهله جاءه الحارث بن عوف، فقال: ألم أقل لك إنك توضع في غير شيء، والله ليظهرن محمد على ما بين الشرق والغرب، يهود كانوا يخبروننا هذا، أشهد لسمعت أبا رافع سلام بن أبي الحقيق يقول: إنا نحسد محمدا على النبوة، حيث خرجت من بني هارون، وهو نبي مرسل، ويهود لا تطاوعني على هذا، ولنا منه ذبحان: واحد بيثرب، وآخر بخيبر.
قال الحارث: قلت لسلام: يملك الأرض جميعا؟ قال: نعم، والتوارة التي أنزلت على موسى وما أحب أن تعلم يهود بقولي فيه.