صفحة جزء
[ ص: 404 ] باب ما جاء في الجزور التي نحرت في غزوة ذات السلاسل، وما جرى لعوف بن مالك الأشجعي فيها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عوفا بعلمه بها قبل أن يخبره عوف بن مالك رضي الله عنه

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي حبيب، قال: حدثت عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنت في الغزوة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل، فصحبت أبا بكر وعمر، فمررت بقوم وهم على جزور قد نحروها وهم لا يقدرون على أن يعضوها، وكنت امرأ جازرا، فقلت لهم: تعطوني منها عشيرا على أن أقسمها بينكم؟ فقالوا: نعم، فأخذت الشفرتين فجزيتها مكاني وأخذت منها جزءا فحملته إلى أصحابي فأطعمنا وأكلنا، فقال أبو بكر وعمر: أنى لك هذا اللحم يا عوف؟ فأخبرتهما، فقالا: لا والله ما أحسنت حين أطعمتنا هذا، ثم قاما يتقيآن ما في بطونهما منه، فلما قفل الناس من ذلك السفر كنت أول قادم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئته وهو يصلي في بيته فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: "عوف بن مالك؟" فقلت: نعم، بأبي أنت وأمي، فقال: "صاحب الجزور؟" لم يزدني على ذلك [ ص: 405 ] شيئا قصر بإسناده محمد بن إسحاق.

ورواه سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، أخبره عن مالك بن هدم، أظنه عن عوف بن مالك، قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص وفينا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فانطلقت ألتمس المعيشة، فالتقيت قوما يريدون أن ينحروا جزورا لهم فقلت: إن شئتم كفيتكم نحرها وعملها وأعطوني منها، ففعلت فأعطوني منها شيئا، فصنعته ثم أتيت عمر بن الخطاب فسألني: من أين هو؟ فأخبرته، فقال: أسمعك قد تعجلت أجرك، وأبى أن يأكله، ثم أتيت أبا عبيدة - يعني ابن الجراح - فأخبرته فقال لي مثلها، وأبى أن يأكله، فلما رأيت ذلك تركتها قال: ثم أبردوني في فتح لنا، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "صاحب الجزور" ، ولم يزد علي شيئا.

وفي حديث سعيد: لم يزدني على ذلك.

أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا ابن عثمان، أنبأنا عبد الله هو ابن المبارك، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال يعقوب: وحدثنا عمرو بن الربيع، أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، فذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية