[ ص: 274 ] باب
ما جاء في قول الله عز وجل قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ، وإخبار الله تعالى بأنهم لن يتمنوه أبدا فكان كما أخبر، وما روي من احتراق من يهزأ بالأذان ويدعو على المؤذن بالاحتراق.
أخبرنا
أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أخبرنا
الحسين بن محمد بن هارون، أخبرنا
أحمد بن محمد بن نصر اللباد، أخبرنا
يوسف بن بلال، حدثنا
محمد بن مروان، عن
الكلبي، عن
أبي صالح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في هذه الآية قال: قل لهم يا
محمد: إن كانت لكم الدار الآخرة ، يعني: الجنة كما زعمتم
خالصة من دون ، يعني: المؤمنين
فتمنوا الموت إن كنتم صادقين إنها لكم خالصة من دون المؤمنين فلم يفعلوا، يقول الله عز وجل:
ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم .
يعني: عملته أيديهم.
والله عليم بالظالمين إنهم لم يؤمنوا.
قال: وحدثني
الكلبي عن
أبي صالح، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كنتم في مقالتكم صادقين فقولوا: "اللهم أمتنا فوالذي نفسي في يده لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه" ، فأبوا أن يفعلوا وكرهوا ما قال لهم فنزل: ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم يعني عملته أيديهم والله عليم بالظالمين أنهم لن يتمنوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية [ ص: 275 ] : "والله لا يتمنونه أبدا، والذي نفسي بيده لو تمنوا الموت لماتوا فكره أعداء الله الموت فلم يتمنوا الموت جزعا أن ينزل بهم الموت" ، وقال في قوله عز وجل: وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ، قال: "وإذا ناديتم إلى الصلاة بالأذان والإقامة اتخذوها هزوا ولعبا؛ ذلك بأنهم قوم لا يعقلون أمر الله" ، قال: وكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى بالصلاة فقام المسلمون إلى الصلاة قالت اليهود والنصارى: قد قاموا، لا قاموا، فإذا رأوهم ركعا سجدا استهزؤوا بهم وضحكوا منهم قال: وكان رجل من اليهود تاجر إذا سمع المنادي ينادي بالآذان، قال: أحرق الله الكاذب، قال: فبينا هو كذلك إذ دخلت جاريته بشعلة من نار فطارت شرارة منها في البيت فالتهبت في البيت فأحرقته.