صفحة جزء
[ ص: 118 ] باب ما يذكر من حرز أبي دجانة

أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي، قال: حدثنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله الحبيبي المروزي، قال: أخبرنا أبو دجانة محمد بن أحمد بن سلمة بن يحيى بن سلمة بن عبد الله بن زيد بن خالد بن أبي دجانة واسم أبي دجانة سماك بن أوس بن خرشة بن لوزان الأنصاري أملاه علينا بمكة في مسجد الحرام بباب الصفا سنة خمس وسبعين ومائتين، وكان مخضوب اللحية قال: حدثني أبي أحمد بن سلمة، قال: حدثنا أبي سلمة بن يحيى، قال: حدثنا أبي يحيى بن سلمة، قال: حدثنا أبي سلمة بن عبد [ ص: 119 ] الله، قال: حدثنا أبي عبد الله بن زيد بن خالد، قال: حدثنا أبي زيد بن خالد، قال: حدثنا أبي خالد بن أبي دجانة قال: سمعت أبي أبا دجانة يقول: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أنا مضطجع في فراشي، إذ سمعت في داري صريرا كصرير الرحى، ودويا كدوي النحل، ولمعا كلمع البرق؛ فرفعت رأسي فزعا مرعوبا، فإذا أنا بظل أسود مولى يعلو، ويطول في صحن داري فأهويت إليه فمسست جلده، فإذا جلده كجلد القنفذ، فرمى في وجهي مثل شرر النار، فظننت أنه قد أحرقني، وأحرق داري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عامرك عامر سوء يا أبا دجانة ورب الكعبة ومثلك يؤذى يا أبا دجانة؟" ثم قال: ائتوني بدواة وقرطاس، فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب وقال: "اكتب يا أبا الحسن" .

فقال: وما أكتب؟ قال: " اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.

هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.

أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق سعة، فإن تك عاشقا مولعا، أو فاجرا مقتحما أو راغبا حقا أو مبطلا، هذا كتاب الله تبارك وتعالى ينطق علينا وعليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، ورسلنا يكتبون ما تمكرون، اتركوا صاحب كتابي هذا، وانطلقوا إلى عبدة الأصنام، وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون يغلبون، "حم" لا ينصرون، (حم عسق) ، تفرق أعداء الله، وبلغت حجة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ".

قال أبو دجانة: فأخذت الكتاب فأدرجته وحملته إلى داري، وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة أحرقتنا، [ ص: 120 ] واللات والعزى الكلمات , بحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب، فلا عود لنا في دارك، وقال غيره: في أذاك، ولا في جوارك، ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب.

قال أبو دجانة: فقلت: لا، وحق صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أرفعنه حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو دجانة: فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم، حتى أصبحت فغدوت، فصليت الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي، وما قلت لهم.

فقال لي: "يا أبا دجانة ارفع عن القوم، فوالذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة" تابعه أبو بكر الإسماعيلي، عن أبي بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ عن أبي دجانة محمد بن أحمد هذا.

وقد روي في حرز أبي دجانة حديث طويل، وهو موضوع لا تحل روايته، والله تعالى أعلم بالصواب.

التالي السابق


الخدمات العلمية