أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14909يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فليح، عن nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب: (ح) وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا إسماعيل بن أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة قال: [ ص: 199 ] قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة - يعني من حجة الوداع - ، فعاش بالمدينة حين قدمها بعد صدرة المحرم واشتكى في صفر فوعك أشد الوعك واجتمع إليه نساؤه كلهن يمرضنه، وقال نساؤه: يا رسول الله إنه ليأخذك وعك ما وجدنا مثله على أحد قط غيرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كما يعظم لنا الأجر كذلك يشتد علينا البلاء" واشتد عليه الوعك أياما وهو في ذلك ينحاز إلى الصلوات حتى غلب فجاءه المؤذن فأذنه بالصلاة فنهض فلم يستطع من الضعف، ونساؤه حوله، فقال للمؤذن: "اذهب إلى أبي بكر فأمره فليصل" ، فقالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إن أقام في مقامك بكى، فأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب فليصل بالناس فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" ، قالت: فعدت فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحب يوسف" ، قالت: فصمت عنه، فلم يزل nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر يصلي بالناس حتى كانت ليلة الإثنين من شهر ربيع الأول فأقلع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوعك فأصبح مفيقا فغدا إلى صلاة الصبح يتوكأ على nindex.php?page=showalam&ids=69الفضل بن عباس وغلام له يدعى: نوبا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقد سجد الناس مع أبي بكر من صلاة الصبح وهو قائم في الأخرى فتخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف يفرجون له حتى قام إلى جنب أبي بكر، فاستأخر nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه فقدمه في مصلاه فصفا جميعا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأبو بكر قائم يقرأ القرآن فلما قضى nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر قرآنه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع معه الركعة الآخرة ثم جلس nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر حين قضى سجوده يتشهد، والناس جلوس فلما سلم أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعة الآخرة ثم انصرف إلى جذع من جذوع المسجد، والمسجد يومئذ سقفه من جريد [ ص: 200 ] وخوص ليس على السقف كثير طين إذا كان المطر امتلأ المسجد طينا إنما هو كهيئة العريش.
وكان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو وخرج في نقله إلى الجرف فأقام تلك الأيام بشكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمره على جيش عامته المهاجرون فيهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغير على مؤتة وعلى جانب فلسطين حيث أصيب nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، nindex.php?page=showalam&ids=82وعبد الله بن رواحة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الجذع واجتمع إليه المسلمون يسلمون عليه ويدعون له بالعافية ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فقال: "اغد على بركة الله والنصر والعافية، ثم أغر حيث أمرتك أن تغير" ، قال أسامة: يا رسول الله قد أصبحت مفيقا وأرجو أن يكون الله عز وجل قد عافاك، فأذن لي فأمكث حتى يشفيك الله فإني إن خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي نفسي منك قرحة وأكره أن أسأل عنك الناس فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام فدخل بيت عائشة، ودخل nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر على ابنته عائشة فقال: قد أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقا وأرجو أن يكون الله عز وجل قد شفاه ثم ركب فلحق بأهله بالسنح، وهنالك كانت امرأته حبيبة بنت خارجة بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج، وانقلبت كل امرأة من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتها وذلك يوم الاثنين ووعك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجع أشد الوعك واجتمع إليه نساؤه وأخذ بالموت فلم يزل كذلك حتى زاغت الشمس من يوم الاثنين يغمى، زعموا عليه الساعة ثم يفيق، ثم يشخص بصره إلى السماء فيقول: " في الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال ذلك - زعموا مرارا - كلما أفاق من غشيته فظن النسوة أن الملك خيره في الدنيا ويعطى [ ص: 201 ] فيها ما أحب، وبين الجنة فيختار رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة وما عند الله من حسن الثواب.
واشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم الوجع فأرسلت فاطمة إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وأرسلت nindex.php?page=showalam&ids=41حفصة إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأرسلت كل امرأة إلى حميمها فلم يرجعوا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدر عائشة في يومها يوم الاثنين حين زاغت الشمس لهلال شهر ربيع الأول صلى الله عليه وسلم.