فرأيته يحمر وجهه ويعرق، ولم أكن رأيت ميتا قط فقال: "أقعديني" ، فأسندته إلي، ووضعت يدي عليه، فقلب رأسه فرفعت يدي عنه، وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي فوقعت من فيه نقطة باردة على ترقوتي أو صدري، ثم مال فسقط على الفراش، فسجيته بثوب، ولم أكن رأيت ميتا قط، فعرفت الموت بغيره، فجاء عمر يستأذن ومعه nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة، فأذنت لهما، ومددت الحجاب فقال عمر: يا عائشة ما لنبي الله؟ قلت: غشي عليه منذ ساعة، فكشف عن وجهه فقال: واغماه، إن هذا لهو الغم، ثم غطاه، ولم يتكلم المغيرة، فلما بلغ عتبة الباب قال المغيرة: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر فقال عمر: كذبت، ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يأمر بقتال المنافقين، بل أنت تحوشك فتنة، فجاء nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر فقال: ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة؟ قلت: غشي عليه منذ ساعة، فكشف عن وجهه، فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه، ثم [ ص: 215 ] قال: وانبياه واصفياه واخليلاه صدق الله ورسوله إنك ميت وإنهم ميتون ، وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ، كل نفس ذائقة الموت .
ثم قال: إنك ميت وإنهم ميتون إلى قوله ذائقة الموت فقال عمر: أفي كتاب الله هذا يا أبا بكر؟ قال: نعم قال عمر: هذا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وثاني اثنين، فبايعوه، فحينئذ بايعوه.