صفحة جزء
[ ص: 346 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد، عن بعض أهله، عن ابن عباس قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب في مرضه فقال له: " أي عم قل: لا إله إلا الله، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة "، فقال: يا ابن أخي، والله لولا أن تكون سبة عليك، وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أني قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها - لا أقولها إلا لأسرك بها - فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه، فأصغى إليه العباس، ليستمع قوله، فرجع العباس عنه فقال: يا رسول الله، قد والله قال الكلمة التي سألته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم أسمع" هذا إسناد منقطع، ولم يكن أسلم العباس في ذلك الوقت.

وحين أسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حال أبي طالب فقال ما في الحديث الثابت الذي أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا مسدد والحجبي، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: "نعم , هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" [ ص: 347 ] رواه البخاري عن موسى، ورواه مسلم عن محمد بن أبي بكر، وغيره كلهم عن أبي عوانة، وكذلك رواه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير.

التالي السابق


الخدمات العلمية