عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟ قال: "ألا تقتل به مسلما، ولا تفر به عن كافر" ، قال: فدفعه إليه، وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة، قال: قلت لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع، قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول:
نحن بنات طارق نمشي على النمارق إن تقبلوا نعانق
ونبسط النمارق إن تدبروا نفارق
فراق غير وامق
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها، فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة ثم لم تضربها، قال: إي والله أكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقتل به امرأة.