صفحة جزء
969 - حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا محمد بن سهيل بن عسكر ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ، والحسن بن أبي الربيع ، وأحمد بن منصور ، - واللفظ لابن عسكر - قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يأتي حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها ، فتزوده لمثلها ، حتى فجأه الوحي ، وهو في غار حراء ، وجاء الملك فيه ، فقال : اقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت : "إنى لست بقارئ ، فأخذني ، فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ فغطني الثالثة ، حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، حتى بلغ - ( علم الإنسان ما لم يعلم ) . فرجع ترجف بوادره حتى دخل على خديجة ، فقال : "زملوني زملوني" فزملوه ، حتى ذهب عنه الروع ، فقال [ ص: 1438 ] : "يا خديجة ؛ مالي ! !" وأخبرها الخبر ، وقال : " قد خشيت علي قالت : كلا ، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " .

التالي السابق


الخدمات العلمية