صفحة جزء
ذكر الخبر الدال على أن الحداء مباح

6720 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا شعبة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير معهم حادي وسائق .

6721 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس أن البراء كان جيد الحداء ، وكان حادي الرجال ، وكان أنجشة يحدو بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما حدا أعنقت الإبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير " .

قال أبو بكر : وللشافعي في هذا الباب كلام حسن قد حكيته ، قال الشافعي : الشعر كلام حسن كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام ، [ ص: 295 ] فمن كان من الشعراء لا يعرف بنقص المسلمين وأذاهم ، والإكثار من ذلك ، ولا بأن يمدح فيكثر الكذب ، لم ترد شهادته ، ومن أكثر الوقيعة في الناس على الغضب أو الحرمان حتى يكون ذلك منه ظاهرا كثيرا مستعلنا ، وإذا رضي مدح الناس بما ليس فيهم حتى يكون ذلك كثيرا ظاهرا مستعلنا كذبا محضا ، ردت شهادته بالوجهين ، وبأحدهما لو انفرد به ، ومن كان إنما يمدح فيصدق ويحسن الصدق ، أو يفرط فيه بالأمر الذي لا محض أن يكون كذبا لم ترد شهادته . فأما استماع الحداة ونشيد الأعراب ، فلا بأس به كثر أو قل ، وكذلك استماع الشعر ، وذكر حديث عمرو بن الشريد ، عن أبيه ، وقد ذكرته فقال الشافعي : وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحداء والرجز ، وأمر ابن رواحة في سفره فقال : حرك بالقوم ، فاندفع يرجز ، وذكر كلاما طويلا . وسئل مالك عن شهادة الشاعر : هل تجوز شهادته؟ قال مالك : إن من الشعراء من لا يؤذي بلسانه الجميل يمدح يريد بذلك أن يجازى ، فإن لم يعط لم يؤذ فأرى هذا مقبولا شهادته ، ومنهم من يؤذي ويشتم إن منع ، فلا أرى إذا عرف بهذا - والقبيح - أن تقبل شهادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية