صفحة جزء
ذكر النهي عن الغش والخداع

7889 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا، ومن رمانا باليل فليس منا" . [ ص: 85 ]

7890 - أخبرنا حاتم بن منصور: أن الحميدي حدثهم، قال: حدثنا سفيان، حدثني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما فأعجبه، فأدخل يده فإذا هو طعام مبلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من غشنا" .

7891 - حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا أبو عقيل، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه وقف على طعام بسوق المدينة فأعجبه حسنه، فأدخل رسول الله يده في جوف الطعام، فأخرج شيئا ليس بالظاهر، (فاتعد) رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاحب الطعام، ثم نادى: "يا أيها الناس لا غش بين المسلمين، من غشنا فليس منا" . [ ص: 86 ]

واختلف أهل العلم في معنى قوله: "من غشنا فليس منا"، فقال قائل: ليس من أهل ديننا. وقال آخر: ليس مثلنا .

وحدثني علي، عن أبي عبيد أنه قال: ليس من أخلاقنا، ولا من فعلنا، إنما يعني أن يكون الغش ليس من أخلاق الأنبياء، والصالحين .

وقال آخر: لم يتبعنا على أفعالنا، واحتج بقوله عز وجل: ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) فقال: يخبر أنه من تبعه فإنه منه، ومن لم يتبعه فليس منه. قال: فكذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "ليس مني" أي: لم يتبعني على فعلي .

قال أبو بكر: وهذا حسن، ولا معنى لقول من قال: أن معناه ليس من أهل ديننا، إذ لا معنى لإخراج رجل من الدين بأن أدخل في بعض البيوع غشا. وكذلك لا معنى لقول القائل: أن معناه ليس كمثلنا، إذ ليس أحد كرسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية