باب ذكر الهبة على الثواب واختلاف الناس فيها
اختلف أهل العلم في
المرء يهب هبة يريد الثواب، فقالت طائفة: هي رد على صاحبها أو يثاب منها.
8838 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14282إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب قال: قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب :
من وهب هبة يرجو ثوابها فهي رد على صاحبها أو يثاب عليها، ومن أعطى في حق أو قرابة أخذنا عطيته.
8839 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11799محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17390يعلى بن عبيد قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن إبراهيم، عن
الأسود، عن
عمر قال:
من وهب هبة لغير ذي رحم فالواهب أحق بهبته، إن شاء رجع ما لم يثب منها. 8840 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14282إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، عن
جابر، عن
القاسم بن عبد الرحمن، عن
ابن أبزى، عن علي قال:
من وهب هبة لذي رحم فلم يثب منها فهو أحق بهبته. 8841 - حدثنا
موسى، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر ، قال: حدثنا
[ ص: 50 ] nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ، عن
معاوية بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15884ربيعة بن يزيد، عن
عبد الله بن عامر قال: كنت جالسا عند
فضالة ، فأتاه رجلان يختصمان في باز، فقال أحدهما: وهبت له بازي؛ رجاء أن يثيبني فأخذ بازي، ولم يثبني ولا تعرضت له، فقال: ترد عليه بازه أو أثبه منه، فإنما
يرجع في المواهب النساء وشرار الأقوام.
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يقول في الذي
وهبت له الهبة للثواب قال: الهبة للثواب عندي بمنزلة البيع، يمنع الذي وهبت له من البيع والهبة والصدقة حتى يؤدي الثواب، وإن فاتت مما لا يستطاع ردها، فهو دين عليه، وهو أحق بها من الغرماء إذا وجدها بعينها بمنزلة بيع، فإن كانت وليدة فأعتقها الموهوبة له أو ماتت عنده أو أجلها فإنه لا سبيل إلى ردها، وإن لصاحبها الذي وهبها له قيمتها من الثمن يوم وهبها له، وإن زادت في حسنها أو في ثمنها بتغير سوق، فزاد في ثمنها، فسأل الموهوبة له أن يعطي الواهب له قيمتها يوم وهبها، ويمسكها فإن ذلك له، وإن شاء أن يردها ردها.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : سمعنا أن الثواب لا يكون حتى يسمي حين يعطي، يقول: هذا أعطيتكه من هبتي الذي وهبت لي، فإذا قال ذلك فلا رجوع، وإذا أعطاه من غير أن يقول: ذلك ثواب ، رجع إن شاء ما لم يستهلك، وقال
سفيان في الهبة تزيد أو تنقص قال: إن زاد فهو استهلاك، وإن نقص رجع إن شاء.
قيل له: إن وهبت أمة أو بهيمة فولدت عند الموهوب له؟ قال: يرجع فيها ولا يرجع في أولادها.
[ ص: 51 ]
وقالت طائفة:
لا تجوز الهبة على ثواب لا يسميه عند الهبة.
حكى
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبو ثور هذا القول عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال: وقال
أبو عبد الله: إذا وهب الرجل هبة على عوض ولم يسم شيئا فلا يجوز، فإن عوضه شيئا وتراضوا به جاز ذلك، فإن استهلك الهبة كان عليه قيمتها.
وحكى
الربيع عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه قال:
إن اشترط الثواب في عقد الهبة فجائز، فإن لم يشترط فلا ثواب له.
وقال أصحاب الرأي: إذا وهب الرجل للرجل عبدا على أن يعوضه شيئا معلوما فهذا بمنزلة البيع، فإن أراد أحدهما أن يمنع صاحبه الشيء الذي وقع عليه العوض أو البيع كان له، وإن تقابضا فليس لواحد منهما أن يرجع على صاحبه بشيء، وإن وجد أحدهما بما صار إليه عيبا كان له أن يرجع به على صاحبه كما يرجع في البيوع، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبو ثور بمثل قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وقد روينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي أنه قال: من أعطى ذا قرابة عطية فهي له، ومن أعطى رجاء ثوابها فلم [يثب] منها فرآها بعينها فهي له، فإن أثيب منها فرضي بالثواب لم يكن له أن يرجع فيها.
[ ص: 52 ]