صفحة جزء
ذكر اشتراك النفر في قتل بعضهم خطأ

روينا عن علي بن أبي طالب أنه قال في رجل استأجر أربعة يحفرون بئرا فسقط طائفة منها على رجل فمات ، قال : يجعل على الثلاثة أرباع الدية ، ورفع عنهم الربع نصيب الميت .

9579 - حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا جعفر بن عون ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن خلاس بن عمرو ، أن رجلا استأجر أربعة يحفرون بئرا ، فسقط طائفة منها على رجل فمات ، فرفع ذلك إلى علي قال : فجعل على الثلاثة أرباع الدية ، ورفع عنهم الربع نصيب الميت .

وهذا على مذهب عمر بن عبد العزيز ، والشافعي .

وقيل لأحمد بن حنبل : حديث علي في قصة الزبية التي حفروها للأسد ؟ قال : أنا لا أدفع حديث سماك إذا لم يكن له دافع . قال إسحاق : هو كما روى سماك ، العمل عليه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بحكم علي في ذلك .

9580 - حدثنا يحيى بن محمد ، قال : حدثنا الحجبي ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن حنش بن المعتمر قال : زعم أنهم حفروا [ ص: 328 ] بئرا باليمن فسقط فيها الأسد ، فأصبحوا عدة ينظرون إليه ، قال : فخر رجل في البئر وتعلق برجل فتعلق الآخر بالآخر ، حتى كانوا أربعة سقطوا في البئر جميعا ، قال : فجرحهم الأسد ، قال : فتناوله رجل برمحه فقتله ، فقال الناس للأول : أنت قتلت أصحابنا عليك ديتهم . قال : فأبى أصحابه وكادوا يقتتلون فأتاهم علي على ذلك الحال فقال : إني سأقضي بينكم قضاء ، فمن رضي به منكم جاز على رضاه ، ومن سخط منكم متعمدا لغير ذلك فلا حق له حتى تأتوا رسول الله فيقضي بينكم .

قال : فقال : اجمعوا ممن حضر البئر من الناس ربع دية ، وثلث دية ، ونصف دية ، ودية تامة ، فالأسفل ربع دية من مجرى أنه هلك فوقه ثلاثة ، وللثاني ثلث دية من مجرى أنه هلك فوقه اثنان ، وللثالث النصف من مجرى أنه هلك فوقه واحد ، وللأعلى دية تامة ، فإن رضيتم بهذا فهو بينكم ، وإن لم ترضوا فلا حق لكم حتى تأتوا رسول الله فيقضي بينكم ، وإن لم ترضوا فلا حق لكم حتى تأتوا رسول الله فيقضي بينكم . قال : فأتوا رسول الله العام المقبل فأخبروه بالخبر فقال : "أنا أقضي بينكم إن شاء الله" . قال : فقام رجل فقال : إن عليا قد قضى بيننا . قال : "كيف قضى بينكم ؟ " قال : فقصوا عليه الخبر . قال : فزعم أنه قال : "هو ما قضى بينكم"
.

قال أبو بكر : وهذا حديث قد تكلم فيه ، وكان موسى يقول : حنش لا يدرى كيف هو لا نجيزه . [ ص: 329 ]

وكان مالك يقول : في الرجل ينزل في البئر فيدركه رجل في أثره فيجبذ الأسفل الأعلى فيخران جميعا في البئر فيهلكان جميعا . قال مالك : على عاقلة الذي جبذه الدية .

التالي السابق


الخدمات العلمية