صفحة جزء
ذكر المؤذن يجيء وقد سبق بالأذان

اختلف أهل العلم في الرجل يؤذن ويقيم غيره، فقالت طائفة: يعيد الأذان ثم يقيم، وروينا عن أبي محذورة أنه جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام ".

1212 - حدثنا إسماعيل، قال: نا أبو بكر، قال: نا حفص بن غياث ، عن الشيباني ، عن عبد العزيز بن رفيع قال: رأيت أبا محذورة جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام.

وكان أحمد بن حنبل يقول: إذا جاء المؤذن وقد أذن غيره، يعيد الأذان ويقيم كما روي عن أبي محذورة، وكان إسحاق يقول: إذا أذن المؤذن ثم غاب أو اعتل فليس لأحد أن يقيم حتى يؤذن آخر أو يحضر المؤذن الأول فيقيم، واحتج بحديث الإفريقي، وهو الحديث الذي:

1213 - حدثناه إبراهيم بن مرزوق قال: نا [ أبو] عبد الرحمن المقرئ ، قال: نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، قال: نا زياد بن نعيم الحضرمي من أهل مصر ، قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي [ ص: 189 ] ، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم".

وقال سفيان الثوري : كان يقال: من أذن فهو يقيم، وقال الشافعي : أحب أن يتولى الإقامة الذي أذن، وإن أقام غيره أجزأه إن شاء الله.

وقالت طائفة: لا بأس أن يؤذن الرجل ويقيم غيره، هذا قول مالك، وأصحاب الرأي، وأبي ثور.

واختلف فيه عن الحسن البصري ، فروي عنه القولان جميعا.

قال أبو بكر: كل ذلك يجزيء، وحديث الإفريقي غير ثابت، وأحب إلينا أن يقيم من أذن [ ص: 190 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية