صفحة جزء
ذكر اختلاف أهل العلم في الساجد على الجبهة دون الأنف، وعلى الأنف دون الجبهة

اختلف أهل العلم في (الساجد) على الجبهة دون الأنف، فممن أمر بالسجود على الأنف: ابن عباس ، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وسعيد بن جبير.

1447 - حدثنا إسحاق، عن [ عبد الرزاق ] ، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة ، عن ابن عباس ؛ قال: إذا سجدت فالصق أنفك بالأرض. [ ص: 339 ]

1448 - حدثنا محمد بن علي ، قال: نا سعيد بن منصور ، قال: نا أبو الأحوص ، قال: نا سماك بن حرب ، عن عكرمة قال: قال ابن عباس : إذا سجد أحدكم فليلصق أنفه بالحضيض، فإن الله قد ابتغى ذلك منكم.

وقال سعيد بن جبير : من لم يضع أنفه على الأرض في سجوده لم تتم صلاته، وقال طاوس: الأنف من الجبين، وقال النخعي: السجود على الجبهة والأنف، وكقول النخعي قال [ مالك] بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد.

وقال أحمد : لا يجزئه السجود على أحدهما دون الآخر، [وذكر] حديثا، عن عاصم الأحول ، عن عكرمة قال: " رأى النبي صلى الله عليه وسلم إنسانا لا يمس أنفه الأرض فقال: "لا تقبل صلاة لا يمس الأنف ما يمس الجبين". [ ص: 340 ]

1449 - حدثنيه أبو أحمد ، قال: أخبرنا محاضر، عن عاصم.

وقال إسحاق: إذا سجد على الجبهة دون الأنف عمدا فصلاته فاسدة. وقال أبو خيثمة ، وابن أبي شيبة : لا يجزئه السجود على أحدهما دون الآخر، وقال الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز: يسجد على سبع، وأشارا بأيديهما الجبهة إلى ما دون الأنف، وقالا: هذا من الجبهة.

وقالت طائفة: يجزئ [أن يسجد] على جبهته دون أنفه هذا قول عطاء ، وطاوس، وعكرمة، ومحمد بن سيرين، والحسن البصري، وبه قال الشافعي ، وأبو ثور، ويعقوب، ومحمد.

وقال قتادة : رخص في ذلك، وقال سفيان الثوري : يجزئه [ولا أراه] له، وقال أحمد : إذا لم يسجد على أنفه ما أجتري أن أحكم [به].

.

قال أبو بكر: وهذا مع ما ذكرناه عنه اختلاف من قوله.

وقالت طائفة: إن وضع جبهته ولم يضع أنفه، أو وضع أنفه ولم يضع جبهته، فقد أساء وصلاته تامة، هذا قول النعمان، وهو قول لا أحسب [ ص: 341 ] أحدا سبقه إليه، ولا تبعه عليه، وقال يعقوب، ومحمد: إن سجد على أنفه دون جبهته، وهو يقدر على السجود على جبهته، لم يجزئه ذلك.

1450 - حدثنا محمد بن مهل، قال: نا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: فأتيت أبا سعيد الخدري قال: .. وأقيمت الصلاة، فرأيت على أرنبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف أثر الطين في جبهته، وأرنبته .

التالي السابق


الخدمات العلمية