صفحة جزء
ذكر وجه ثان من صلاة الخوف

إذا كان العدو بين الإمام وبين القبلة، وافتتاح الطائفتين

الصلاة مع الإمام، وركوعهما مع الإمام

2336 - حدثنا علي بن الحسن، قال: ثنا عبد الله، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخل والعدو بينه وبين القبلة، فصفوا خلفه صفين، وكبر النبي صلى الله عليه وسلم فكبروا جميعا، وركع فركعوا جميعا، ورفع فرفعوا جميعا، وسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما قام الأولون سجد الآخرون في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء، ثم ركع فركعوا جميعا، ورفع، فرفعوا جميعا، ثم سجد النبي [ ص: 9 ] صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما سجدوا وجلسوا سجد الآخرون في مكانهم، ثم سلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فقال جابر: كما يفعل أمراؤكم.

2337 - وحدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان قال: فاستقبلنا المشركون، عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم! فقالوا: تأتي عليهم الآن صلاة لهي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم، قال: فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر: ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة ) ، قال: فحضرت الصلاة فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا السلاح فصفنا خلفه صفين، وذكر الحديث - نحو حديث جابر - قال: فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرة بعسفان ومرة بأرض بني سليم.

وكان الشافعي، وإسحاق يقولان بحديث أبي عياش إذا كان العدو بين الإمام وبين القبلة، على مثل ما في خبر أبي عياش. [ ص: 10 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية