صفحة جزء
16 - المشي أمام الجنازة

7483 - أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر كانوا "يمشون أمام الجنازة".

[ ص: 269 ] 7484 - وأخبرناه أبو سعيد، وحده قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: وأخبرنا مسلم، وغيره، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر - أظنه قال: وعثمان - كانوا "يمشون أمام الجنازة".

7485 - قال أحمد: ورواه أيضا جعفر بن عوف، عن ابن جريج، موصولا، وفيه ذكر عثمان من غير شك.

7486 - أخبرناه أبو محمد بن أبي حامد المقرئ قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا جعفر بن عون.

7487 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا جعفر بن عون قال: أخبرنا ابن جريج، عن الزهري، عن سالم قال: " كان ابن عمر يمشي أمام الجنازة، ويقول: قد مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، أمامها " [ ص: 270 ] وفي حديث الصغاني أن ابن عمر كان.

7488 - ورواه همام بن يحيى، عن ابن عيينة، ومنصور، وزياد بن سعد، وبكر بن وائل، كلهم ذكر أنه سمع من الزهري، أن سالما أخبره أن أباه أخبره: أنه "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان يمشون بين يدي الجنازة" غير أن بكرا لم يذكر عثمان.

7489 - أخبرناه أبو ذر بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر قال: حدثنا أبو عبد الله بن يعقوب قال: حدثنا علي بن الحسن الدارابجردي قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا همام، فذكره.

7490 - وكذلك رواه عمرو بن عاصم، وعفان، عن همام.

7491 - ورواه الشافعي في القديم فقال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "يمشي أمام الجنازة، وعبد الله بن عمرو، والخلفاء هلم جرا".

7492 - أخبرناه أبو أحمد المهرجاني قال: أخبرنا أبو بكر بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثنا مالك، فذكره بمثله مرسلا.

7493 - هذا حديث قد أرسله جماعة، عن الزهري، هكذا، ومنهم من قال: عن الزهري، عن سالم، ثم أرسله، فذكروا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قول سالم، ومنهم من وصله.

7494 - وممن وصله وروجع فيه فاستقر عليه: سفيان بن عيينة قال له علي بن المديني: يا أبا محمد خالفك الناس قال: من؟ قال: ابن جريج، ومعمر، ويونس، فقال له ابن عيينة: استقر الزهري حدثنيه مرارا لست أحصيه، سمعته من فيه يعيده ويبديه، عن سالم، عن أبيه .

[ ص: 271 ] 7495 - قال أحمد: أما ابن جريج فقد روي عنه، موصولا ومرسلا.

7496 - وروي عنه، عن زياد بن سعد، عن الزهري.

7497 - وقد رويناه عن همام، عن زياد، موصولا.

7498 - وأما معمر، ويونس فقد روي عن كل واحد، منهما موصولا، وروي منقطعا، والانقطاع، عنهما أكثر.

7499 - وكذلك عقيل بن خالد اختلف عليه في وصله عن الزهري، والله أعلم.

7500 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير، أنه "رأى عمر بن الخطاب يقدم الناس أمام جنازة زينب بنت جحش".

7501 - وبهذا الإسناد قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد مولى السائب قال: رأيت ابن عمر، وعبيد بن عمير، "يمشيان أمام الجنازة فتقدما فجلسا يتحدثان فلما جازت بهما قاما".

7502 - ورويناه عن حسن بن علي، وأبي قتادة، وأبي أسيد، وأبي هريرة، وابن الزبير.

[ ص: 272 ] 7503 - وأما حديث المغيرة بن شعبة في "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها، والسقط يصلى عليه ويدعا لأبويه بالعافية والرحمة" فهو فيما: أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا الباغندي قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة قال: أراه قد رفعه.

7504 - فهذا حديث مشكوك في رفعه وكان يونس بن عبيد يقفه عن زياد بن جبير، ثم يقول وحدثني بعض أهله أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

7505 - ورواه روح بن عبادة، عن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية، عن عمه زياد بن جبير بن حية مرفوعا، فالله أعلم.

7506 - وأما حديث يحيى بن عبد الله الجابر، عن أبي ماجدة، وقيل، عن أبي ماجد ، [ ص: 273 ] عن ابن مسعود قال: سألنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن المشي مع الجنازة فقال: "ما دون الخبب إن يكن خيرا يعجل إليه، وإن يكن غير ذلك فبعدا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تتبع ليس معها من يقدمها".

7507 - فهو مما أخبرناه أبو علي الروذباري قال: قال أخبرنا محمد بن بكر قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة، عن يحيى المجبر قال أبو داود وهو يحيى بن عبد الله التيمي، عن أبي ماجدة، عن ابن مسعود، فذكره.

7508 - قال أبو داود: ويحيى بن عبد الله ضعيف وهو كوفي.

7509 - قال أحمد: يحيى الجابر قد ضعفه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما، وأبو ماجدة مجهول.

7510 - وأخبرناه أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي قال: حدثنا محمود بن آدم المروزي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا أبو فروة الهمداني قال: سمعت سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، يحدث عن أبيه: أنه " رأى علي بن أبي طالب يمشي خلف الجنازة، فقيل له: إن أبا بكر وعمر كانا يمشيان أمامها قال علي: يرحمهما الله إنهما كانا سهلين يسهلان للناس، المشي خلفها أفضل من المشي أمامها " .

[ ص: 274 ] 7511 - ورواه زائدة بن خراش، عن سعيد، وزاد، كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته فذا.

7512 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: وقال بعض الناس: المشي خلفها أفضل.

7513 - واحتج بأن عمر إنما قدم الناس لتضايق الطريق حتى كأنا لم نحتج بغير ما روينا عن عمر.

7514 - واحتج بأن عليا قال: "المشي خلفها أفضل، واحتج بأن الجنازة متبوعة وليست بتابعة، وبأن التفكر في أمرها إذا كان خلفها أكثر".

7515 - والحجة في أن المشي أمام الجنازة أفضل: مشي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أمامها.

7516 - وقد علموا أن العامة تقتدي بهم وتفعل فعلهم، ولم يكونوا مع تعليمه العامة نعلمهم يدعون موضع الفضل في اتباع الجنائز، ولم نكن نحن نعرف موضع الفضل إلا بفعلهم، فإذا فعلوا شيئا وتتابعوا على فعله كان ذلك موضع الفضل فيه.

7517 - والحجة فيه من مشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت من أن يحتاج معها إلى غيرها، وإن كان في اجتماع أئمة الهدى بعده الحجة، لم يمشوا في مشيهم لتضايق الطريق، إنما كانت المدينة أو عامتها فضاء حتى عمرت بعده، فأي تضايق فيها؟.

7518 - ولسنا نعرف عن علي، رضي الله عنه خلاف فعل أصحابه.

7519 - وقال قائل: هذه الجنازة متبوعة فلم نر من مشى أمامها أراد إلا لاتباعها فأما من مشى لحاجته فليس بتابع للجنازة.

7520 - ولا شك عند أحد أن من كان أمامها فهو معها .

[ ص: 275 ] 7521 - ثم ساق كلامه إلى أن قال: والفكر للمتقدم والمتخلف سواء.

7522 - لعمري أن من يمشي أمامها مع عدم الفكر فيها، وإنما خرج من أهله يتبعها إن هذه لمن الغفلة، ولا يؤمن عليه إذا كان هكذا أن يمشي وهو خلفها.

[ ص: 276 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية