صفحة جزء
8143 - ورواه سليمان بن داود الخولاني ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه [ ص: 102 ] ، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كتب إلى أهل اليمن بكتاب، فذكر فيه "ما كتب الله على المؤمنين من العشر في العقار، وكتب ما سقت السماء، أو كان سيحا، أو كان بعلا، ففيه العشر، إذا بلغ خمسة أوسق، وما سقي بالرشاء والدالية، ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق" .

8144 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه قال: حدثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود ، عن الزهري ، فذكره.

8145 - قال الشافعي في روايتنا عن أبي سعيد : والوسق ستون صاعا بصاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك ثلاثمائة صاع بصاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصاع أربعة أمداد بمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي.

8146 - قال في "القديم" : والصاع خمسة أرطال وثلث، وزيادة شيء أو نقصانه.

8147 - وقال قائل: الصاع ثمانية أرطال.

8148 - فكانت حجته أن قال: قال إبراهيم : وجدنا صاع عمر حجاجيا.

8149 - قال: وقد غير المكيال على عهد عمر فأراد رده، فكأنه نسيه.

8150 - قال الشافعي : فيؤخذ هذا بالتوهم.

8151 - وصاع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه، والمهاجرين ، والأنصار ، وغيرهم من المسلمين [ ص: 103 ] ، وقد رأينا أهل الثقة يتوارثونه، وقل بيت إلا، وهو فيه، فهو كما وصفنا، فكيف جاز لأحد أن يدخل علينا في علمه بالتوهم؟.

8152 - ولئن جاز هذا لتجوز أن يقول: ليس ذو الحليفة حيث زعمتم، ولا الجحفة، ولا قرن، وأن علم المكيال بالمدينة لأعم من بعض علم هذا.

8153 - فرجع بعضهم، وقال: ما ينبغي أن يدخل على أهل المدينة في علم هذا.

8154 - وثبت بعضهم على القول: به ثمانية أرطال، واحتج بالذي حكيناه.

8155 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ، حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن حنظلة ، عن طاوس ، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الميزان على ميزان أهل مكة ، والمكيال على مكيال أهل المدينة " .

8156 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني عبد الله بن سعد الحافظ ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا الحسين بن منصور قال: حدثنا الحسين بن الوليد قال: قدم علينا أبو يوسف من الحج، فأتيناه، فقال: إني [ ص: 104 ] أريد أن أفتح عليكم بابا من العلم همني تفحصت عنه، فقدمت المدينة ، فسألت عن الصاع، فقالوا: صاعنا هذا صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لهم: ما حجتكم في ذلك؟ فقالوا: نأتيك بالحجة عندنا، فلما أصبحت أتاني نحو خمسين شيخا من أبناء المهاجرين والأنصار ، مع كل رجل منهم الصاع تحت ردائه، كل رجل منهم يخبر عن أبيه، أو أهل بيته: أن هذا صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت، فإذا هي سواء قال: فعيرته، فإذا هو خمسة أرطال وثلث بنقصان معه يسير، فرأيت أمرا قويا، فتركت قول أبي حنيفة في الصاع، وأخذت بقول أهل المدينة ".

[ ص: 105 ] 8157 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، أخبرنا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي قال: سمعت علي بن المديني ، يقول: "عيرت صاع النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدته خمسة أرطال وثلث رطل بالتمر".

8158 - قال أحمد : قد روينا في حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا، والوسق ستون مختوما ، وفي رواية: "ستون صاعا" .

8159 - ورويناه عن ابن عمر ، ثم عن سعيد بن المسيب ، وعطاء .

8160 - وروينا في الحديث الثابت، عن كعب بن عجرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له في فدية الأذى: "أطعم فرقا بين ستة مساكين" .

8161 - والفرق: ثلاثة آصع، ومشهور فيما بينهم أن الفرق: ستة عشر رطلا، فدل على أن الصاع خمسة أرطال وثلث.

[ ص: 106 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية