صفحة جزء
13211 - قال الشافعي : وأخبرني غير واحد من أهل العلم والصدق من أهل المدينة ومكة من قبائل قريش ومن غيرهم، وكان بعضهم أحسن اقتصاصا للحديث من بعض، وقد زاد بعضهم على بعض في الحديث: أن عمر رضي الله عنه لما دون الدواوين قال: " أبدأ ببني هاشم، ثم قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم، وبني المطلب ". فإذا كانت السن في الهاشمي قدمه على المطلبي، وإذا كانت في المطلبي قدمه على الهاشمي. فوضع الديوان على ذلك، وأعطاهم عطاء القبيلة الواحدة، ثم استوت له عبد شمس ونوفل في جذم النسب. فقال: "عبد شمس أخوة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه دون نوفل"، فقدمهم، ثم دعا بني نوفل يتلونهم، ثم استوت له عبد العزى، وعبد الدار، فقال في بني أسد بن عبد العزى: "أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وفيهم أنهم من المطيبين". وقال بعضهم: "هم حلف من الفضول، وفيهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقد قيل: ذكر سابقة فقدمهم على بني عبد الدار، ثم دعا بني عبد الدار يتلونهم، ثم انفردت له زهرة فدعاها تتلو عبد الدار، ثم استوت له بنو تيم ومخزوم، فقال في تيم: "إنهم من حلف الفضول والمطيبين، وفيهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقيل: ذكر سابقة، وقيل: ذكر صهرا، فقدمهم على مخزوم، ثم دعا مخزوما يتلونهم [ ص: 301 ] . ثم استوت له سهم، وجمح، وعدي بن كعب . فقيل: "ابدأ بعدي". فقال: "بل أقر نفسي حيث كنت، فإن الإسلام نصل، وأمرنا وأمر بني سهم واحد، ولكن انظروا بني جمح، وسهم". فقيل: قدم بني جمح، ثم دعا بني سهم، كان ديوان عدي وسهم مختلطا كالدعوة الواحدة. فلما خلصت إليه دعوته كبر تكبيرة عالية، ثم قال: "الحمد لله الذي أوصل إلي حظي من رسوله"، ثم دعا بني عامر بن لؤي ".

التالي السابق


الخدمات العلمية