صفحة جزء
12 - باب النفير

[ ص: 142 ] 17706 - أخبرنا أبو سعيد، حدثنا أبو العباس، أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى ) .

17707 - قال الشافعي: "وبين إذ وعد الله القاعدين غير أولي الضرر الحسنى أنهم لا يأثمون بالتخلف، ويوعدن الحسنى في التخلف [ ص: 143 ] ، بل وعدهم لما وسع عليهم من التخلف، الحسنى إن كانوا مؤمنين لم يتخلفوا شكا ولا سوء نية، وإن تركوا الفضل في الغزو" وأبان الله جل ثناؤه في قوله في النفير: ( انفروا خفافا وثقالا ) ، وقال: ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ) .

17708 - وقال: ( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ) ، فأعلمهم أن فرضه الجهاد على الكفاية من المجاهدين.

17709 - قال الشافعي: ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة علمتها إلا تخلف فيها عنه بشر، فغزا بدرا وتخلف عنه رجال معروفون.

17710 - وكذلك تخلف عنه عام الفتح وغيره من غزواته وقال في غزاة تبوك وفي تجهيزه للجمع للروم: "ليخرج من كل رجلين رجل، فيخلف الباقي الغازي في أهله وماله" [ ص: 144 ] .

17711 - وقال في موضع آخر: وخلف آخرين، حتى خلف علي بن أبي طالب في غزاة تبوك قال: هاهنا.

17712 - وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيوشا وسرايا تخلف عنها بنفسه مع حرصه على الجهاد.

17713 - قال الشافعي: فدل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن فرض الجهاد إنما هو على أن يقوم به من فيه كفاية للقيام به.

17714 - قال الشافعي: وأبان أن لو تخلفوا معا أثموا معا بالتخلف لقوله: ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ) يعني، والله أعلم، إلا أن تركتم النفير كلكم عذبتكم.

17715 - وبسط الكلام فيه في موضع آخر، وجعله شبيها بالصلاة على الجنازة ورد السلام وغير ذلك من فرائض الكفايات ".

[ ص: 145 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية