باب مجانبة أهل الأهواء.
قال الله سبحانه وتعالى: (
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ) ، وقال الله تعالى: (
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) ، وقال الله عز وجل: (
فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ) ، وقال الله عز وجل: (
فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا ) ، أي: صاروا أحزابا وفرقا على غير دين ولا مذهب، وقيل: اختلفوا في الاعتقاد والمذاهب.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير في قوله: (
أولي الأيدي والأبصار ) ، قال: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصراء بما هم فيه من دينهم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في قوله تعالى: (
منه آيات محكمات ) ، قال: الحلال، والحرام.
(
وأخر متشابهات ) يصدق بعضها بعضا، كقوله سبحانه
[ ص: 220 ] وتعالى: (
وما يضل به إلا الفاسقين ) ، وكقوله تعالى: (
ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) ، وكقوله تعالى: (
والذين اهتدوا زادهم هدى ) .
106 - قال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الحسين بن مسعود، رحمه الله: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15323عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=15420أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14898محمد بن يوسف، نا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل، نا
nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة، نا
nindex.php?page=showalam&ids=17353يزيد بن إبراهيم التستري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها، قالت:
nindex.php?page=hadith&LINKID=654183تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من [ ص: 221 ] عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وابن أبي مليكة اسمه عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أبو بكر القرشي التيمي الأحول، كان قاضيا على عهد
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير، ويقال: كنيته أبو محمد، مات سنة سبع عشرة ومائة.
وقوله: (
آيات محكمات ) أي: غير منسوخات، وقوله: (
آيات الكتاب الحكيم ) أي: المحكم.
وقوله: (
أحكمت آياته ثم فصلت ) أي: أحكمت بالأمر والنهي، والحلال والحرام، ثم فصلت بالوعد والوعيد.
[ ص: 222 ] .
وقيل: المحكم: هو الذي يعرف بظاهره معناه.
وأما المتشابه، ففيه أقاويل، أحدها: ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وجماعة: ما أشتبه منه، فلم يتلق معناه من لفظه، وذلك على ضربين: أحدهما: إذا رد إلى المحكم عرف معناه، والآخر: ما لا سبيل إلى معرفة كنهه، والوقوف على حقيقته، ولا يعلمه إلا الله، وهو الذي يتبعه أهل الزيغ يبتغون تأويله، كالإيمان بالقدر والمشيئة، وعلم الصفات ونحوها مما لم نتعبد به، ولم يكشف لنا عن سره، فالمتبع لها مبتغ للفتنة، لأنه لا ينتهي منه إلى حد تسكن إليه نفسه، والفتنة: الغلو في التأويل المظلم.
وقوله سبحانه وتعالى: (
هن أم الكتاب ) أي: معظمه، يقال لمعظم الطريق: أم الطريق، وقوله عز وجل: (
حتى يبعث في أمها رسولا ) أي: في معظمها.