صفحة جزء
باب أسماء الله سبحانه وتعالى.

قال الله عز وجل: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) والاسم: هو المسمى وذاته، قال الله عز وجل: ( إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) أخبر أن اسمه يحيى، ثم نادى الاسم، فقال: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ويقال للتسمية اسم، واستعمالها في التسمية أكثر.

وقيل أسماء الله أوصافه، وأوصافه مدائح له لا يمدح بها غيره.

واشتقاق الاسم قيل: من الوسم، والسمة، وهي العلامة، فالأسماء سمات، وعلامات للمسميات يعرف بها الشيء من غيره. [ ص: 30 ] .

وأكثر النحويين على أن اشتقاقه من السمو والعلو، فكأنه علا على معناه، وظهر عليه، وصار معناه تحته، وهذا أصح، بدليل أنك إذا صغرته، قلت: سمي، ولو كان من السمة، لكان يصغر على الوسيم، كما يقال في الوعد والعدة: وعيد، وتقول في تصريفه: سميت، ولو كان من الوسم، لقلت: وسمت، وإذا جمعته، قلت: أسماء، ترد إليها لام الفعل.

1256 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الصالحي، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ح وأخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان، نا أحمد بن يوسف السلمي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر". [ ص: 31 ] .

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق ، وأخرجاه من طرق، عن أبي هريرة .

قوله: "من أحصاها"، قيل: أراد عدها، وقيل: معناه: عرفها، وعقل معانيها، وآمن بها، يقال: فلان ذو حصاة وأصاة: إذا كان عاقلا مميزا.

وفي بعض الروايات: "من حفظها دخل الجنة" وقوله: ( وأحصى كل شيء عددا ) أي: علم عدد كل شيء.

وقيل: من أحصاها، أي: أطاقها، كقوله سبحانه وتعالى: ( علم أن لن تحصوه ) أي: تطيقوه، يقول: من أطاق القيام بحق هذه الأسامي، والعمل بمقتضاها، كأنه إذا قال: الرزاق، وثق بالرزق، وإذا قال: الضار النافع، علم أن الخير والشر منه، وعلى هذا سائر الأسماء. [ ص: 32 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية