صفحة جزء
2358 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا الحسن بن محمد بن الصباح، نا حجاج، عن ابن جريج، قال: زعم عطاء، أنه سمع عبيد بن عمير، يقول: سمعت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش، فيشرب عندها عسلا، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير.

فدخل على إحداهما، فقالت له ذلك، فقال: "لا بأس شربت عسلا عند زينب، ولن أعود له".

فنزلت: (
لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك إن تتوبا إلى الله ) لعائشة، وحفصة ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) لقوله: بل شربت عسلا ".
[ ص: 227 ] .

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم، عن حجاج بن محمد.

ففيه دليل على أن التحريم وقع على العسل ، لا على أم ولده مارية القبطية .

المغافير : واحدها مغفور ، وهو شيء يشبه الصمغ يكون في [ ص: 228 ] الرمث ، وفيه حلاوة ، وله رائحة منكرة ، قال الكسائي : يقال : خرج القوم يتمغفرون : إذا خرجوا يجتنونه من شجره ، قال الفراء : وفيه لغة أخرى ، المغاثير بالثاء ، وهذا كقولهم : ثوم ، وفوم ، وجدث وجدف للقبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية