قوله : " تخطفنا الطير " ، يقول : إن رأيتمونا وقد ولينا منهزمين فاثبتوا أنتم ، تقول العرب : فلان ساكن الطير : إذا كان وقورا ركينا ، ثابت الجأش ، وقد طار طير فلان : إذا طاش وخف .
وقوله : " فلا تبرحوا " ، أي : لا تفارقوا مكانكم ، قال الله عز وجل : ( فلن أبرح الأرض ) ، يريد الإقامة ، وقوله سبحانه وتعالى : ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ) ، أي : لا أزال سائرا .
قال الإمام : فالأول ملازمة المكان ، والثاني : ملازمة السير ، وقوله : " وأوطأناهم " ، أي : غلبناهم وقهرناهم .
وقوله : رأيت النساء يسندن ، معناه : يصعدن في الجبل ، يقال : أسند الرجل في الجبل : إذا صعد فيه ، والسند : ما ارتفع من الأرض .
وقوله : والحرب سجال ، يريد مرة لنا ، ومرة علينا ، وأصله أن المستقيين بالسجل يكون لكل واحد منهما سجل .