باب
الفرار من الزحف.
قال الله سبحانه: (
إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ) ، أي: زاحفين، وهو أن يزحفوا إليهم قليلا قليلا، (
ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال ) ، وقال جل ذكره: (
إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) ، قوله: (
أو متحيزا إلى فئة ) ، أي: يصير إلى حيز فئة من المسلمين يستنجد بهم ، يقال : تحيز وتحوز وانحاز بمعنى واحد ، والحيز : الناحية ، يقال : فلان مانع لحوزته ، أي : لما في حيزه ، والفئة : الفرقة ، وجمعها فئات وفئون .
2708 - أخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: نا
nindex.php?page=showalam&ids=14184أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس الأصم.
ح وأخبرنا
عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا
عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس الأصم، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664008بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلقوا العدو، فحاص الناس حيصة، فأتينا المدينة، [ ص: 69 ] وقلنا: يا رسول الله، نحن الفرارون، قال: "بل أنتم العكارون، وأنا فئتكم".
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13948أبو عيسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد، وقال
زهير عن
يزيد، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674199 "لا بل أنتم العكارون" قال: فدنونا فقبلنا يده، فقال: "أنا فئة المسلمين".
وقوله : " فحاص " ، أي : حاد عن طريقه ، وعدل عن وجهه إلى جهة أخرى ، وقوله : " أنتم العكارون " ، يريد العائدون إلى القتال والكرارون ، يقال : عكرت على الشيء : إذا عطفت عليه وانصرفت إليه .
وقوله : " وأنا فئتكم " ، يمهد بذلك عذرهم ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى حرم التولي عن الزحف إلا متحرفا لقتال ، أو متحيزا إلى فئة ، وكان في ابتداء الإسلام يجب على المسلمين مصابرة العدو إذا كان بمقابلة كل مسلم عشرة من المشركين ، كما قال جل ذكره : (
إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) ، ثم خفف الله عنهم ، فأوجب المصابرة إذا كان بإزاء كل مسلم مشركان فأقل ، فقال جل جلاله وعظم كبرياؤه : (
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ) .
قال ابن عباس :
[ ص: 70 ] فلما خفف الله عنهم من العدد ، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : من فر من ثلاثة ، فلم يفر ، ومن فر من اثنين ، فقد فر : يريد إذا فر مسلم من كافرين غير متحرف لقتال ، أو متحيز إلى فئة ، يستحق الوعيد الذي أوعده الله سبحانه وتعالى في قوله عز وجل : (
ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ) ، وإن كانوا أكثر من اثنين بإزاء كل مسلم ، فلا عتب على من فر ، ومن فر من اثنين ، فليس له أن يصلي بالإيماء في الفرار ، لأنه عاص كقاطع الطريق ، وهو من الكبائر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : ليس
الفرار من الزحف من الكبائر ، إنما كان ذلك يوم
بدر .