صفحة جزء
باب المداواة بالعود الهندي وهو القسط.

3238 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا علي بن عبد الله، نا سفيان، قال الزهري : أخبرني عبيد الله، عن أم قيس، قالت: " دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عنه من العذرة، فقال: على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب يسعط من العذرة، ويلد من ذات الجنب ".

فسمعت الزهري يقول: بين لنا اثنين، ولم يبين لنا خمسة.

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، وزهير بن حرب، وغيرهما، عن سفيان.

وعبيد الله: هو ابن عبد الله.

وأم قيس بنت محصن الأسدية، أسد خزيمة، وهي أخت عكاشة، وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والإعلاق: معالجة عذرة الصبي، ورفعها بالإصبع، والدغر مثله، [ ص: 155 ] وهو غمز الحلق.

والعذرة: وجع يهيج في الحلق من الدم، فإذا عولج منه صاحبه، يقال: عذرته، فهو معذور.

وقوله: "أعلقت عنه"، أي: رفعت عنه العذرة بالإصبع، والعلق: الدواهي، والعلق: المنايا، والعلق: الأشغال.

ويروى: "قد أعلقت عليه"، ومعناه أيضا: عنه.

وقد يجيء "على" بمعنى: "عن"، قال الله تعالى: ( إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) ، أي: عن الناس.

والعود الهندي: هو القسط البحري.

وروي عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن أمثل ما تداويتم به: الحجامة، والقسط البحري لصبيانكم من العذرة، ولا تعذبوهم بالغمز ".

ويقال له: الكست، كما يقال: كافور وقافور، وقرأ عبد الله: وإذا السماء قشطت، بالقاف.

والسعوط: ما يجعل في الأنف، والوجور: ما يصب في وسط الفم، وذات الجنب: هي الدبيلة، وهي قرحة قبيحة تثقب البطن، واللدود: ما يصب في أحد شقي الفم.

قال الأصمعي: أخذ من لديدي الوادي، وهما جانباه، ومنه قيل للرجال: هو يتلدد: إذا التفت من جانبيه يمينا وشمالا، يقال: لددته، ألده: إذا سقيته ذلك. [ ص: 156 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية