صفحة جزء
باب تحريم العقوق

قال الله سبحانه وتعالى: ( إما يبلغان عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) .

يريد: لا تقل لهما ما يكون فيه أدنى تبرم.

والأف والتف: وسخ الأظفار، ويقال لكل ما يستثقل ويضجر منه: أف له.

قال مجاهد : لا تقذرهما كما كانا لا يقذرانك، وقوله عز وجل: ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) ، قال عطاء: لا ينبغي لك أن ترفع يديك على والديك، ولا إليهما تعظيما لهما، وقال عروة: لا تمتنع من شيء أحباه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور ". [ ص: 16 ] .

3426 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل ، نا عثمان، نا جرير، عن منصور، عن الشعبي، عن وراد مولى المغيرة بن شعبة ، عن المغيرة بن شعبة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن إسحاق الحنظلي ، عن جرير.

وأد البنات: هو دفنهن أحياء، ومنه قوله عز وجل: ( وإذا الموؤودة سئلت ) ، سئل سعيد بن جبير عن إضاعة المال، قال: أن ينفق الطيب في الخبيث.

قوله: " منع وهات "، يريد منع الواجب عليه من الحقوق، وأخذ ما لا يحل له من أموال الناس.

التالي السابق


الخدمات العلمية