صفحة جزء
3707 - أخبرنا أبو محمد الجوزجاني ، أنا أبو القاسم الخزاعي ، أنا الهيثم بن كليب، نا أبو عيسى، نا أحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر، وأبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي حليمة، المعنى واحد، قالوا: نا عيسى بن يونس، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كان علي بن أبي طالب إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد [ ص: 283 ] القطط، ولا بالسبط، كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد، ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما ينحط في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم ".

قال أبو عيسى: سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين يقول: سمعت الأصمعي في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وسلم الممغط: الذاهب طولا بالغين المعجمة، وقيل: بالعين والغين جميعا، يقال: امعط النهار: إذا امتد، وامعط الحبل وامغط.

والمتردد: الداخل بعضه في بعضه قصرا، وأما القطط: فشديد الجعودة، والرجل الذي في شعره حجونة، أي: تثني قليلا، والمطهم: البادن الكثير اللحم، والمكلثم: المدور الوجه، يقول: ليس كذلك، ولكنه مسنون، وقيل: المكلثم من الوجوه، القصير الحنك، الداني الجبهة، المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم. [ ص: 284 ] .

والمشرب: الذي في بياضه حمرة، والأدعج: الشديد سواد العين، والأهدب: الطويل الأشفار، والكتد: مجتمع الكفين، وهو الكاهل، والمسربة: هو الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة.

والشثن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين.

والتقلع: هو أن يمشي بقوة، والصبب: الحدور.

جليل المشاش: يريد عظيم رؤوس المناكب والعظام، والمشاس: رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين.

والعشرة: الصحبة، والعشير: الصاحب، والبديهة: المفاجأة، تقول: بدهته بأمر: فجأته.

التالي السابق


الخدمات العلمية