صفحة جزء
3720 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، نا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم، قام على المنبر، [ ص: 299 ] فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شيء، فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله أن يقول: سلوني سلوني، قال أنس: فقام رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ فقال: النار، وقال: فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: أبوك حذافة، ثم أكثر أن يقول: سلوني، قال: فبرك عمر رضي الله عنه على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر ".

قال الزهري : وأخبرني عبد الله، قال: قالت أم عبد الله بن حذافة: ما رأيت ابنا أعق منك، أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت بعض ما قارف أهل الجاهلية، [ ص: 300 ] فتفضحها على أعين الناس؟ فقال عبد الله: لو ألحقني بعبد أسود للحقته.

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن محمود، وأخرجه مسلم، عن عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق .

التالي السابق


الخدمات العلمية