صفحة جزء
3974 - أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أنا جدي عبد الصمد البزاز ، أنا محمد بن زكريا العذافري ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك ، أن أناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله أموال هوازن، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل كل رجل منهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا، ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس : فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا من غيرهم، فلما اجتمعوا [ ص: 174 ] جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما حديث بلغني عنكم"، فقال الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئا، وأما أناس حديثة أسنانهم، فقالوا كذا وكذا للذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما أعطي رجالا حدثاء عهد بكفر أتألفهم"، أو قال: "أستألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به"، قالوا: أجل يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله، فإني فرطكم على الحوض "، قال أنس : فلم يصبروا.

هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن عبد الله بن محمد ، عن هشام ، عن معمر ، وعن أبي اليمان ، عن شعيب ، وأخرجه مسلم ، عن حرملة ، عن يحيى ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس ، كل عن الزهري [ ص: 175 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية