صفحة جزء
4044 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أنا عبد الله بن محمود ، أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، نا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، حدثني عبيد الله بن [ ص: 246 ] زحر، عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك، ثم نقد بيده، فقال: عجلت منيته، قلت بواكيه، قل تراثه ".

وبهذا الإسناد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما، أو قال ثلاثا أو نحو هذا، فإذا جعت تضرعت إليك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك ".

قال أبو عيسى : والقاسم هذا هو ابن عبد الرحمن ، ويكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو شامي ثقة، وعلي بن يزيد يضعف، ويكنى أبا عبد الملك .

قوله: "خفيف الحاذ"، أي: خفيف الحال قليل المال، وأصله قلة اللحم، والحال والحاذ واحد، وهو ما وقع عليه اللبد من متن الفرس، "وكان غامضا"، أي: [ ص: 247 ] مستور الحال، "وكان رزقه كفافا"، أي: لا يفضل عما لا بد منه.

قوله: نقد بيده، أي: ضرب من قولهم نقدت رأسه بأصبعي، أي: ضربته، والتراث: الميراث، قال الله سبحانه وتعالى: ( وتأكلون التراث أكلا لما ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية