صفحة جزء
باب التقوى.

قال الله سبحانه وتعالى: " ( ومن يعظم شعائر الله فإنها [ ص: 340 ] من تقوى القلوب ) ، وقال عطاء في قوله عز وجل: ( ذلك ومن يعظم حرمات الله ) ، قال: المعاصي، معناه: ومن يعظم ما حرمه الله عليه فيجتنبه، وقيل: حرمات الله، يعني: فروضه، والحرمة: ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه.

وقال سبحانه وتعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) أي: لا يصل إليه ما يعد لكم به ثوابه إلا التقوى.

وقال الحسن في قوله سبحانه وتعالى: ( آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) .

قال الحسنة في الدنيا: العلم، والعبادة، والحسنة في الآخرة: الجنة.

وقال سبحانه وتعالى: ( أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله ) أي: ذوو درجات، أي: طبقات في الفضل.

4150 - أخبرنا ابن عبد القاهر ، أنا عبد الغافر بن محمد ، أنا محمد بن عيسى ، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، نا مسلم بن الحجاج ، نا عمرو الناقد ، نا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله [ ص: 341 ] لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ".

هذا حديث صحيح.

وروي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التقوى ههنا، ويشير إلى صدره" .

قال مطرف بن عبد الله : ليعظم جلال الله في صدوركم، فلا تذكروه عند مثل قول أحدكم للكلب: اللهم اخزه، وللحمار، والشاة، وقال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما، أحب إلي من أن أبيت قائما، وأصبح معجبا.

قال عمر بن عبد العزيز : التقي ملجم لا يفعل كل ما يريد.

التالي السابق


الخدمات العلمية