صفحة جزء
4157 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا عبد الرحمن بن [ ص: 349 ] أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري، يقول: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ".

قوله: "حتى يعذروا" أي: يكثروا ذنوبهم، ويستوجبوا العقوبة، فيكون لمن يعذبهم العذر، يقال: أعذر الرجل إعذارا إذا صار ذا عيب وفساد، وقال بعضهم: عذر يعذر بمعناه، وهو كالحديث الآخر: "لن يهلك على الله إلا هالك".

قال أبو عبيد : ويقال في غير هذا المعنى: أعذرت في طلب الأمر: إذا بالغت فيه، وعذرت إذا قصرت ولم تبالغ، وأعذرت الغلام وعذرته لغتان، ومعناهما: الختان، وعذرته: إذا غمزت عذرته، وهي وجع في الحلق.

وعن أبي سعيد الخدري ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" [ ص: 350 ] وقال ابن مسعود : جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوهكم فاكفهروا.

قال بلال بن سعد : إن المعصية إذا أخفيت، لم تضر إلا صاحبها، فإذا أعلنت، فلم تغير، ضرت العامة.

وقال سفيان : عن منصور ، عن إبراهيم : كانوا إذا رأوا الرجل لا يحسن الصلاة، علموه، قال سفيان : أخشى أن لا يسعهم إلا ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية