صفحة جزء
4175 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، نا أبو كريب محمد بن العلاء ، نا معاوية بن هشام ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: قال أبو بكر : يا رسول الله، قد شبت، قال صلى الله عليه وسلم : " شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت ".

قال أبو عيسى : هذا حديث غريب، لا يعرف من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه.

4176 - أخبرنا أبو محمد الجوزجاني ، أنا أبو القاسم ، أنا الهيثم [ ص: 373 ] بن كليب، نا أبو عيسى ، نا سفيان بن وكيع ، نا محمد بن بشير، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة ، قال: قالوا: يا رسول الله، قد شبت، قال: "شيبتني هود وأخواتها".

وفي بعض الأحاديث: " كان داود صلوات الله عليه إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله، لا يشدها إلا الأسر، أي: العصب والشد ".

قال عبد الله بن عامر بن ربيعة : رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض، فقال: "يا ليتني هذه التبنة، ليتني لم أكن شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسيا منسيا".

قال ابن عمر : " كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه، فقال لي: ضع رأسي، قال: فوضعته على الأرض، فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي ".

وقال المسور بن مخرمة : لما طعن عمر ، قال: "لو أن لي طلاع الأرض ذهبا، لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه".

وبكى أبو هريرة في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي" . [ ص: 374 ] .

وقال عبد الله بن مسعود : "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس في أصل جبل يخشى أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا".

قال الحسن : ما عبد الله بمثل طول الحزن، وقال: ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق.

وقال الحسن : لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا الحصى، لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم.

وقال أبو أيوب الأنصاري : "إن الرجل ليعمل المحقرات حتى يأتي الله وقد أحطن به، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها حتى يأتي الله آمنا".

وقال أبو حازم : إن الرجل ليعمل السيئة إن عمل حسنة قط أنفع له منها، وإنه ليعمل الحسنة إن عمل سيئة قط أضر عليه منها.

وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنط الناس والله سبحانه وتعالى يقول: ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ، ويقول: ( وأن المسرفين هم أصحاب النار ) ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه، ومنذرا بالنار لمن عصاه.

التالي السابق


الخدمات العلمية