صفحة جزء
باب خوف الهلاك إذا كثر الخبث .

قال الله سبحانه وتعالى: ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض ) إلى قوله ( أو يأخذهم على تخوف ) أي: تنقص، قال الأزهري : معنى التنقص: أن يتنقصهم في أبدانهم وأموالهم وثمارهم، يقال: تخوفه الدهر: إذا انتقصه، وقال الله سبحانه وتعالى: [ ص: 397 ] ( وذكرهم بأيام الله ) ، قال الأزهري : أيام الله: نقمه التي انتقم بها من الأمم السالفة، وقال مجاهد : بنعم الله التي أنعم عليهم أنجاهم من آل فرعون ، وظلل عليهم الغمام.

4201 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري .

ح قال البخاري : وحدثنا إسماعيل ، حدثني أخي، عن سليمان ، عن محمد بن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان ، عن زينب بنت جحش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا، يقول: " لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها "، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كثر الخبث".

هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن عمرو الناقد ، عن [ ص: 398 ] سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، وقال: استيقظ من نومه، وهو يقول: "لا إله إلا الله"، وقال: وعقد سفيان عشرة، وأخرجه محمد ، أيضا عن مالك بن إسماعيل ، عن سفيان ، وقال: وعقد سفيان تسعين أو مائة ، وقوله: "إذا كثر الخبث"، أي: الفسق والفجور.

وروى هذا الحديث الحميدي ، وعلي بن المديني ، وغير واحد من الحفاظ، عن سفيان بن عيينة ، وقالوا فيه: عن زينب بنت أبي سلمة ، عن حبيبة، عن أم حبيبة ، عن زينب بنت جحش، وقال سفيان : حفظت من الزهري في هذا الحديث أربع نسوة زينب بنت أبي سلمة ، وحبيبة بنت جحش وزوجتي النبي صلى الله عليه وسلم وروى بعض أصحاب ابن عيينة هذا الحديث، ولم يذكروا فيه حبيبة، وكذلك رواه معمر عن الزهري .

التالي السابق


الخدمات العلمية