صفحة جزء
71 - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مخلد الأنصاري المعروف بابن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ببغداد سنة سبع عشرة وثلاث مائة، نا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، أنا أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك"، أو قال: "يبعث إليه الملك بأربع كلمات، فيكتب رزقه، وعمله، وأجله، وشقي، أو سعيد". [ ص: 129 ] .

قال: "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها".

هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن أبي الوليد هشام [ ص: 130 ] بن عبد الملك، وأخرجه مسلم، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، كلاهما عن شعبة بن الحجاج، عن الأعمش .

وزيد بن وهب أبو سليمان الهمداني الجهني .

ويروى عن عمار بن رزيق، أنه قال للأعمش : ما يجمع في بطن أمه؟ قال: حدثني خيثمة، قال: قال عبد الله: إن النطفة إذا وقعت في الرحم، وأراد الله أن يخلق منها بشرا، طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر وشعرة، ثم تمكث أربعين ليلة، ثم تنزل دما في الرحم، فذلك جمعها.

وقيل لأبي العالية في قوله سبحانه وتعالى: ( والذين يتوفون منكم ) الآية: لأي شيء ضمت هذه العشرة إلى الأربعة [ ص: 131 ] الأشهر؟ قال: لأنه ينفخ فيه الروح في العشر.

التالي السابق


الخدمات العلمية