صفحة جزء
752 - أخبرنا عمر بن عبد العزيز ، أنا القاسم بن جعفر ، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود ، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير بن عبد الحميد، عن عاصم الأحول ، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا [ ص: 278 ] فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف، وليتوضأ، وليعد صلاته".

وذهب قوم إلى أنه يتوضأ ويبني على صلاته إذا سبقه الحدث، روي ذلك عن ابن عمر ، وابن عباس ، وهو قول سعيد بن المسيب ، وبه قال مالك، وأصحاب الرأي، وروي عن ابن عمر ، أنه كان إذا رعف، انصرف فتوضأ، ثم رجع فبنى ولم يتكلم.

وعن ابن عباس ، أنه كان يرعف فيخرج، فيغسل الدم، ثم يرجع فيبني على ما قد صلى.

وروي عن ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن [ ص: 279 ] عائشة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحدث أحدكم في صلاته، فليأخذ بأنفه، ثم لينصرف".

قال الخطابي: إنما أمره أن يأخذ بأنفه ليوهم القوم أن به رعافا، وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في ستر العورة، وإخفاء القبيح من الأمر والتورية بما هو أحسن منه، وليس يدخل هذا في باب الرياء والكذب، وإنما هو من باب التجمل، واستعمال الحياء، وطلب السلامة من الناس، والله أعلم.

روي عن الشعبي ، عن جرير بن عبد الله، قال: كنت عند عمر، فتنفس رجل، يعني الحدث، ولكنه كنى، فقال عمر: عزمت على صاحب هذه إلا قام فتوضأ ثم صلى، قال جرير : فقلت: اعزم علينا جميعا، فقال: أعزم علي وعليكم، لما قمنا فتوضأنا ثم صلينا. [ ص: 280 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية