إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 34 / 1 ] وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا أبو الحسين عاصم بن علي، ثنا الحكم بن فضيل، ثنا سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في الناس إذ دخل رجل يتخطى الناس حتى وضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الإسلام يا رسول الله؟ قال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنمحمدا رسول الله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: فما الإيمان يا رسول الله؟ قال: أن تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب والنبيين، والحساب والميزان والحياة بعد الموت، والقدر كله خيره وشره. قال: فإذا فعلت فقد آمنت يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم. قال فمتى الساعة يا رسول الله؟ قال هي في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا قوله تعالى: ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام.. ) الآية. ألا أخبرك بعلامة - أو قال: معالم ذلك، إذا رأيت العراة الجياع العالة رؤوس الناس، ورأيت الأمة ولدت ربتها، ورأيت أصحاب البداء يتطاولون في البنيان. قال: فانطلق الرجل حتى توارى قال: علي الرجل، فطلب فلم يوجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم، وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها غير مرته هذه.

[ 34 / 2 ] رواه أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا أبو النضر، ثنا عبد الحميد، ثنا شهر ... فذكره [ ص: 84 ]

هذا إسناد حسن، شهر بن حوشب الشامي وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: ليس هو بدون أبي الزبير. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، على أن بعضهم قد طعن فيه. وقال ابن حزم: ساقط. وقال البيهقي: ضعيف. وعبد الحميد هو ابن بهرام، وثقه أحمد بن حنبل وابن المديني وابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. وأبو النضر هو هاشم بن القاسم، حافظ.

التالي السابق


الخدمات العلمية