إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 360 ] وقال أبو يعلى الموصلي: ثنا أحمد بن المقدام، ثنا عبيد بن القاسم، ثنا العلاء بن ثعلبة، عن أبي المليح الهذلي، عن واثلة بن الأسقع قال: "تراءيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة - أي تنح عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه، فإنما جاء ليسأل، قال: فدنوت، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك. قال: لتفتك نفسك قلت. وكيف لي بذاك؟ قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون، قلت: وكيف لي بعلم ذلك؟ قال: تضع يدك على فؤادك، فإن القلب يسكن للحلال ولا يسكن للحرام، وإن ورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير.

فقلت بأبي أنت وأمي ما العصبية؟ قال: الذي يعين قومه على الظلم.

قلت: فمن الحريص؟ قال. الذي يطلب المكسبة في غير حلها. قلت: فمن الورع؟ قال: الذي يقف عند الشبهة. قلت: فمن المؤمن؟ قال: من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم. قلت: فمن المسلم؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده.

قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حكم عند إمام جائر.
[ ص: 244 ]

قلت: روى أبو داود وابن ماجه منه قصة العصبية حسب من طريق فسيلة عن أبيها واثلة به.

التالي السابق


الخدمات العلمية