إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
87 - مناقب عبد الله بن أنيس الجهني حليف الأنصار .

[ 6855 ] عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه رضي الله عنه قال: "دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه بلغني أن ابن سفيان بن نبيح الهذلي جمع لي الناس ليغزوني وهو بنخلة أو بعرنة، قال: قلت: يا رسول الله، انعته لي حتى أعرفه، فقال: إذا رأيته أدركك (الشكاك) آية ما بينك وبينه أنك إذا أتيته وجدت له أقشعريرة.

قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة، فأخذت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة.

فصليت وأنا أمشي نحوه، أومئ برأسي، فلما انتهيت إليه قال: ممن الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك، قال: أجل! إني أنا في ذلك.

قال: فمشيت معه شيئا حتى ما إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه منكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال: قد أفلح الوجه. قال: قلت: قتلته يا رسول الله، قال: صدقت.

قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلني بيته، وأعطاني عصا، فقال: أمسك هذه العصا، قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها، قالوا: أفلا ترجع فتسأله لم ذلك؟ قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، لم أعطيتني هذه [ ص: 282 ] العصا؟ قال: آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المختصرون - أو المتخصرون - يومئذ.

فقرنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه حتى إذ مات أمر بها فضمت معه في كفنه، ثم دفنا جميعا".


رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة بعض رواته، وتدليس ابن إسحاق، ورواه أبو داود في سننه مختصرا.

التالي السابق


الخدمات العلمية