إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 6 ] قال أبو يعلى الموصلي: وثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير "أن عمر مر على عثمان - رضي الله عنهما - وهو جالس في المسجد فسلم عليه، فلم يرد عليه، فدخل على أبي بكر فاشتكى ذلك إليه، فقال: مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي، فقال: أين هو؟ قال: في المسجد قاعد. قال: فانطلقا إليه، فقال له أبو بكر: ما منعك أن ترد على أخيك حين سلم عليك؟ قال: والله ما سمعت أنه سلم حين مر علي وأنا أحدث نفسي فلم أشعر أنه سلم. فقال أبو بكر: في ماذا تحدث نفسك؟ قال: خلا بي الشيطان فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحب أني تكلمت بها وأن لي ما على الأرض، قلت في نفسي - حين ألقى الشيطان ذلك في نفسي - : يا ليتني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال أبو بكر: فإني والله قد اشتكيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته: ما الذي ينجينا من هذا الحديث الذي يلقي الشيطان في أنفسنا؟ فقال [ ص: 68 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينجيكم من ذلك أن تقولوا مثل الذي أمرت به عمي عند الموت فلم يفعل " .

هذا إسناد فيه مقال، أبو الحويرث اسمه عبد الرحمن بن معاوية الزرقي، قال مالك: ليس بثقة. واختلف قول ابن معين فيه، فمرة وثقه، ومرة ضعفه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النسائي: ليس بذاك. وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية