إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 7208 ] وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "قتل رجل تسعة وتسعين نفسا، ثم أراد التوبة، فأتى راهبا بأرض عرية، فقال: يا راهب، قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟! قال: لا، قال: لا جرم والله لأكملنك بهم مائة، ثم أتى راهبا آخر، قال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا وكملتهم مائة براهب، فهل لي من توبة؟! فقال: لقد أسرفت على [ ص: 411 ] نفسك، وركبت عظيما، ومن تاب تاب الله عليه.

قال: فنبذ السيف، وقال: والله لأخدمنك حتى يفرق بيننا الموت، قال: وعاهده أن لا يعصيه، قال: فجاءه قوم سفرا ومسنتون وكان يتطبب، فقال الرجل: على ما تأمرني بشيء؟ فقال: اذهب فاسجر التنور، قال: فذهبت فسجر حتى حمي، فقال: قد حمي، فما تأمرني، فقال: اذهب فقع فيه، قال: فذهب فوقع فيه، ثم اذكر الراهب، فقام وقام من معه فإذا هو في التنور يرشح عرقا لم تضره النار، قال الراهب: قد علمت أن توبتك قد قبلت، فلأخدمنك أبدا، حتى تفارقني.

قال ابن مسعود: وكان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم أصبح وقد كتب كفارة ذنبه على أسكفة بابه، ففضلكم الله عليهم فأمرتم بالاستغفار، فتستغفرون الله.

قال: ولقد أعطى هذه الأمة آية ما أحب أن لهم بها الدنيا وما فيها: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ...) الآية".

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية