إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

صفحة جزء
[ 7211 ] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن ثلاثة انطلقوا يرتادون لأهليهم، فأخذتهم السماء، فوقع عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة، قال: فقال بعضهم: لقد وقع الحجر وعفا الأثر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم، قال: فقال رجل: اللهم إنك تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت حتى يستيقظا متى استيقظا؛ كراهية أن أرد (سنتهما) في رؤوسهما، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا. قال: فزال ثلث الحجر.

وقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبتني امرأة، وأنه جعل لها بدلا، فلما قدر عليها وفر لها جعلها، وسلم لها نفسها، اللهم إن كنت تعلم إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا. قال: فزال ثلث الحجر.

وقال الآخر: اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله، فأتى يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته، فذهب وترك أجره، فجمعته له وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتى يطلب أجره فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا. قال: فزال الحجر، وخرجوا يمشون".


رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح، واللفظ له، وأحمد بن حنبل ، [ ص: 413 ] وله شاهد من حديث النعمان بن بشير، وتقدم في الدعاء في باب تقرب العبد إلى ربه بصالح عمله.

التالي السابق


الخدمات العلمية