صفحة جزء
[ 1053 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سهل الصيرفي ببغداد ، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط الزاهد ، حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي ، حدثني بهدلة بن نمير ، قال : كنت في مجلس يزيد بن هارون أكتب الحديث بواسط وكانت نفقتي قد قلت ، فقال لي رجل من الزهاد : من تؤمل في هذا البلد لما نزل بك ؟ فقلت يزيد بن هارون ، فالتفت إلي مغضبا ، قال لي : إذا والله لا يسعفك في حاجتك ، ولا يبلغك أملك ، ولا يعطيك سؤلك ، فقلت له : ولم ذلك ؟ قال : لأني قرأت في الكتب السالفة : أن الله تبارك وتعالى يقول في بعض أسفار التوراة : " وعزتي وجلالي وجودي وكرمي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري بالإياس ولألبسنه ثوب المذلة ما [ ص: 356 ] حيي في الناس ، ولأنحينه من بابي ولأطردنه من وصلي ، أيؤمل غيري في الشدائد ، والشدائد بيدي ؟ ويرجى غيري ؟ ويطرق بالفقر أبواب الملوك ، والأبواب مغلقة ، ومفاتيحها بيدي ؟ وبابي مفتوح لمن دعاني ، من الذي قرع بابي فلم أفتح له ؟ ومن الذي دعاني فلم أجبه ، ومن الذي سألني فلم أعطه ؟ " وذكر حديثا طويلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية