1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
صفحة جزء
[ 1152 ] أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سعيد الإخميمي بمكة ، حدثنا عبد الجليل بن عاصم المديني ، حدثنا هارون بن يحيى الحاطبي ، حدثنا عثمان بن عمر بن خالد ، - وقال مرة : عثمان بن خالد بن الزبير ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب ، وجهاد الضعفاء الحج ، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها ، والتودد نصف الدين ، وما عال امرؤ اقتصد ، واستنزلوا الرزق بالصدقة ، وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون " .

وقال مرة أخرى : " وما عال امرؤ قط على اقتصاد " [ ص: 416 ]

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد وهو ضعيف مرة ، فإن صح فمعناه : أبى الله أن يجعل جميع أرزاقهم من حيث يحتسبون وهو كذلك فإن الله يرزق عباده من حيث يحتسبون ، كما أن التاجر يرزقه من تجارته ، والحارث يرزقه من حراثته وغير ذلك ، وقد يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرجل يصيب معدنا أو كنزا ، أو يموت له قريب فيرثه ، أو يعطى من غير إشراف نفس ولا سؤال ونحن لم نقل : إن الله تعالى لم يوصل أحدا إلى خير إلا بجهد وسعي ؛ وإنما قلنا : إنه قد بين لخلقه وعباده طريقا جعلها أسبابا لهم إلى ما يريدون فالأولى بهم أن يسلكوها متوكلين على الله تعالى من بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها ، ويجردوا التوكل عنها وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا والله تعالى أعلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية