1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
صفحة جزء
[ 1155 ] حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا الحسن بن يعقوب العدل ، وأحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، قالا : حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا علي بن عاصم ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، حدثني طلحة البصري ، قال : كان الرجل منا إذا قدم المدينة فكان له بها عريف نزل على عريفه ، فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة ، فقدمت المدينة ولم يكن لي بها عريف فنزلت الصفة ، وكان يجري علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كل يوم مدا من تمر ويكسونا الخنف ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم بعض صلوات النهار ، فلما انصرف ناداه أهل الصفة يمينا وشمالا : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرقت علينا الخنف ، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى منبره ، فصعده فحمد الله وأثنى عليه فذكر شدة ما لقي من قومه ، حتى قال : " فلقد أتى علي وعلى صاحبي بضع عشرة يوما ومالي وله طعام إلا البرير " - قال : قلت لأبي حرب : وما البرير ؟ قال : طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الأراك [ ص: 420 ]

فقدمنا على إخواننا هؤلاء من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسونا فيه ، فوالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأشبعتكم منه ، ولكن عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدى على أحدكم بجفنة ، ويراح عليه بأخرى قال : فقالوا : يا رسول الله أنحن اليوم خير أو ذلك اليوم ؟ قال : " لا ، بل أنتم اليوم خير ، أنتم اليوم متحابون ، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض - أراه قال - متباغضون .


قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " وفي هذا الحديث أن أصحاب الصفة لم يصبروا على المجاعة حتى أعلموا من أملوا أن يغير أحوالهم فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليهم ولكنه أجابهم بما سكن عنهم ، فدل ذلك على أن طلب ما تقع إليه الحاجة ليس بمضاد للتوكل إذا كان الطالب لا يطلب إلا متوكلا على الله تعالى في إظفاره بمطلوبه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية