1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
صفحة جزء
[ 1156 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ، أخبرنا الأخضر بن عجلان ، حدثني أبو بكر [ ص: 421 ] الحنفي ، عن أنس بن مالك ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فشكا إليه الفاقة ثم رجع ، فقال : يا رسول الله لقد جئتك من عند أهل بيت ما أراني أرجع إليهم حتى يموت بعضهم قال : فقال له : " انطلق هل تجد من شيء " . قال : فانطلق فجاء بحلس وقدح ، فقال : يا رسول الله ، هذا الحلس كانوا يفترشون بعضه ويكتسون بعضه ، وهذا القدح كانوا يشربون فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يأخذهما مني بدرهم ؟ " . فقال رجل : أنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يزيد على درهم ؟ " . فقال رجل أنا آخذهما باثنين ، فقال : " هما لك " . فدعا الرجل فقال له : " اشتر بدرهم فأسا وبدرهم طعاما لأهلك " . قال : ففعل ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " انطلق إلى هذا الوادي فلا تدع حاجا ولا شوكا ولا حطبا ولا تأتني خمسة عشر يوما " . قال : فانطلق فأصاب عشرة قال : " فانطلق فاشتر بخمسة طعاما لأهلك ، وبخمسة كسوة لأهلك " . فقال : يا رسول الله لقد بارك الله لي فيما أمرتني فقال : " هذا خير من أن تجيء يوم القيامة وفي وجهك نكتة المسألة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي دم موجع ، أو غرم مفظع ، أو فقر مدقع " .

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث أمر بالكسب ونهي عن المسألة عند القدرة على الكسب وفي هذا المعنى ما روينا في كتاب السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي " [ ص: 422 ] [ ص: 423 ]

وفي حديث آخر : " لا حق فيها لغني ولا لذي قوة مكتسب " .

ولو لم يلزمه الكسب ليرد على نفسه حاجتها لما حرمت عليه الصدقة عند القدرة على الكسب .

وقد روينا عن سيد المتوكلين ورسول رب العالمين " أنه كان يحبس مما أفاء الله عليه قوت سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله تعالى " .

وروينا عنه صلى الله عليه وسلم " أنه ظاهر يوم أحد بين درعين " [ ص: 424 ]

ودخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر .

وروينا أنه احتجم من وثأ كان به [ ص: 425 ]

وروينا عنه ، أدوية أمر بها .

وأنه قال : " تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا الهرم .

وأمر بالاسترقاء وأذن فيها .

وقال : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " .

وفي حديث أبي خزامة ، عن أبيه ، أنه قال : يا رسول الله أرأيت دواء نتداوى بها ورقى نسترقيها ، وتقى نتقيها هل ترد ذي من قدر الله من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من قدر الله "
[ ص: 426 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية